ظلم الظلام 2

الجزء الثااني من القصه



كان المتهم الوحيد هو الوالد فهو من يود التخلص منها كما علموا من الخال, كانت التحقيقات معه يوميا ولكن من دون جدوى فهو لا يعترف بأي شيء وعذره الوحيد انه من المستحيل أن يفكر بقتل ابنته من لحمه ودمه, كيف يقتلها وهي قطعة منه ,وحتى لو أنه كان يشتكي منها ويتضايق بسببها ولكنه من المستحيل أن يتوصل لهذا التفكير, بحثت التحريات كثيراً في القضية, ذهبوا للبحث في غرفة مريم عن شيء لعله يدلهم على بعض خيوط القضية, وكانت المفاجأة التي أكدت كلام الخال, وجدوا في غرفة مريم بعض مذكراتها, وجدوا في إحدى الصفحات مكتوب بخطها الصغير"قال لي اليوم : إن كررتي هذه الفعلة فسأقتلك بيدي هاتين ,ولكنني سأفرح فأنا سألحق بوالدتي وسأكون معها لامع زوجة أب شريرة ",أخذوا مذكراتها لتكون دليلاً على فقدان الأب للإنسانية وهذا وحده إجرام , كانت الأيام تمر يوما بعد يوم ومريم مازلت في غيبوبتها, وكانت الشرطة تنتظر اليوم الذي تفيق فيه مريم من غيبوبتها, لكي يعرفوا منها المجرم المجهول .


انتشرت الجريمة بشكل كبير, فلم تبقى صحيفة إلا وتكلمت عن القضية, ولا موقع إلكتروني إلا وكانت قضية مريم لها مكان فيه, لم يتوقع والد مريم سرعة انتشار القضية ووصولها للصغير قبل الكبير, فكان يوماً بعد يوم يزداد خوفه وقلقه بمعرفة الحقيقة المرة, كان الجميع ينتظر مريم بفارغ الصبر ,فالشرطة تنتظرها لمعرفة صاحب الجريمة, والصحافة تنتظرها لتكون أول من قام بلقاء مع الطفلة البريئة التي لا دخل لها في ما حدث, وقبل هذا وذاك فخالها يدعو لها ليلاً نهاراً لتعود لهم بكامل صحتها وعافيتها, جاء اليوم الذي ينتظره الجميع, جاء اليوم الذي فاقت فيه مريم من الغيبوبة التي دامت أشهر, ولكن في ذلك اليوم فاقت من غيبوبتها على ظلام دامس لن ترى بعده النور, أخذت تبكي وتبكي فبكى من معها لشدة بكائها, أراد خالها ان يهدئ من حزنها, ولكنه لم يستطع وأخذ يبكي لبكائها, ولكن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يريحها هو أن تخرج كل ما بداخلها, أخذت تشكو لخالها بصوت مبحوح من كثرة البكاء,"لماذا أنا التي أعيش في كل هذة الظلمات ظلام فوق ظلام ماذا بقي لي, فقدت امي في الرابعة من عمري لسبب لا أعلمه إلى الآن وكله من أسأله يجيبني بنفس الجملة "لا أعلم", كان هذا هو اول ظلام عايشته وليتها أخذتني معها فهي لا تعلم ما تخبأه لي الحياة , وكان زواج أبي من تلك المرأة الحمقاء الشريرة ,التي لا تملك ذرة من الرحمة هو الظلام الثاني الذي واجهته, فهي لا يغمض لها جفن حتى تضربني أو تشكوني إلى أبي , وأبي بدوره يشتمني ويضربني ,وعندما أقول له الحقيقة يصفني بالكذب والخداع لكي أتخلص من العقاب الذي حفظته لكثرة ما يعيده علي مرارا وتكرارا ,ولم يجعل عقاب إلا وجربه علي حتى ظننت بأني حقل تجارب بالنسبة له, ذقت مرارة العذاب طوال ستة أعوام مضت وها أنا أعود لظلام أشد, فبعده لن أستطيع أن أرى من أحبهم ,وكم سأشتاق لرؤية حديقة منزلنا التي لم أرها منذ فترة فأنا لا أخرج من غرفتي خشية ظلم زوجة أبي الظامة , ولكن الحمد لله على كل حال", هذا ما تعلمته من أمها - رحمها الله- فكانت تعودها على شكر الله في كل زمان ومكان.


كان المحقق ينصت إلى كل كلمة تقولها مريم عل وعسى أن يجدوا خيوطاً من القضية, ولكن الشيء الذي أوقفه هو وفاة والدتها لسبب مجهول كما قالت ,سأل الخال عن السبب وكان الجواب المتوقع "لا أعلم" , استغرب لجوابه فكيف لا يعلم سبب وفاة اخته, أجابه بأنهم لم يعرفوا القاتل وأغلقت القضية منذ ذلك اليوم , أودعه تفكيره بأن سبب وفاة والدة مريم هو نفسه السبب الذي تعرضت بسببه مريم للقتل ,لم يملك أي دليل ولكنه قرر أن يطلب والد مريم للتحقيق مع أنه متأكد من أنهم لن يستفيدوا شيئا من ثرثرته المعتادة ولكن المحاولة تجدي نفعاً,في غرفة التحقيقات كان الأب خائفاً جداً ومتشتتاً,لم يهتم المحقق بكلامه ولكنه كان يدقق على حركاته وتصرفاته التي تبين بأنه متوتر وخائف ويخبئ شيئاً ما, أخذوا يراقبون والد مريم ليحلوا القضية, أو بالأصحالقضيتين مريم ووالدتها فهو الخيط الوحيد الذي بقي, مازلت التحريات تبحث فالقضية عل وعسى أن يعرفوا المجرم لينال جزاءه, ولكن بعد محاولات كثيرة مع الأب اعترف بأن زميله في العمل هدده بقتل ابنته إن لم يعطه مبلغاً من المال, علمت التحريات من مراقبتهم الوالد بأنه كان كثير الذهاب لزميله هذا, ولكن الغريب في الأمر كيف يذهب إليه وهو الذي قتل ابنته كما يدعي ,قام المحقق باستدعاء المتهم (زميل الوالد) لكي يحققوا معه في القضية ,لم يجدوا دليلاً ضده فوضعوه فالسجن إلى أن يتأكدوا من هو القاتل الحقيقي, عادوا لقضية والدة مريم فبحلها تنحل قضية مريم, أخذ المحقق مذكرات مريم وأخذ يبحث فيها عن شيء يساعده في حل القضية, ما أوقفه هو أحد صفحاتها مكتوب فيها "وكل ما أذكر أمي يغضب وويقول لي :لا تذكريها أمامي مرة أخرى, انسيها لقد ماتت ,انها في قائمة النسيان", توقع المحقق أنه كان هناك خلاف بين والدي مريم ولكن لن يصل إلى القتل, لم يجدوا دليلاً قاطعاً لاتهام الأب بالقتل.



استنووني فآخر جزء


بس بعد الردوود طبعاا